المحافظة على النفس البشرية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية "دراسة فقهية"

نوع المستند : بحوث علمية متخصصة مُحَکَّمة

المستخلص

          تطمح الدراسة الى بيان أهمية المحافظة على النفس البشرية وأن الحفاظ عليها مقصداً هاماً من مقاصد الشريعة الإسلامية وأحد ضرورياتها الخمس بل أهمها، وأن النفس البشرية إما أن تكون معصومة لا يجوز المساس بها أبداً قال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، أو غير المعصومة وأمرها إلى الإمام أو نائبه وليس لآحاد الناس الافتيات على السلطات العامة والتعدى على الأنفس غير المعصومة وإلا أصبحنا في مجتمع فوضوي. ويعرض البحث أيضاً الوسائل المتبعة في الحفاظ على النفس البشرية من الهلاك، والاستثناءات الواردة على النفس المعصومة وبيان حكمها الفقهي كحكم قاتل من عليه القصاص، وقاتل الكافر الحربي، وقاتل المرتد، وقاتل الزاني المحصن، وقاتل الساحر، ومن خلال العرض الفقهي لهذا البحث توصلت من خلاله إلى عدة نتائج: حفظ النفس البشرية أحد مقاصد الشارع الحكيم التي راعى حمايتها وصونها من كل ما يؤذيها حتى من الإنسان ذاته ، العقوبة شرعت حماية للأفراد وتحقيقا لمصلحة المجتمع ولم تشرع انتقاما أو تسلطاً؛ لأن الجناية تفسد نظام المجتمع وتزعزع أمنه وكيانه، فوضع الحدود والعقوبات زجراً عن السيئات ، وعالجت الشريعه اقتراف الجرائم بمنهجين هامين هما: المنهج الوقائي، والمنهج العلاجي وبدونهما لا تستقيم الحياة ، والنفس البشرية تتحقق عصمتها بأمرين هما: الإيمان، والآمان وبفقد أحدهما يباح الدم ، غير معصوم الدم معصوم على أمثاله فالمرتد معصوم بالنسبة لمن عليه القصاص ،  من أشد الأمور التي يورط المرء بها نفسه سفك الدم المحرم . من نصَّب نفسه حاكما للمسلمين وقتل غيره ممن أبيح دمه جاز للحاكم أن يؤدبه ويعزره بما يراه رادعاً له وزاجرا لغيره مانعا من فعل ذلك، وإلا ساد المجتمع الفوضى ،  ليس من حق أي فرد الاعتداء على غيره لا في نفسه ولا عضوه فنحن كالجسد الواحد يشد بعضنا بعضا، وإن كان الكثير من الناس قلَّ الوازع الديني لديه ويعاقب مقترفي الجرائم ومرتكبي الكبائر وكأنه الحاكم، لكننا لسنا بحاكمين عليه ولا معاقبين له فأمره في الدنيا مفوض للحاكم يتقصى خبره، ويعاقبه حسبما يرى، وأمره في الآخرة إلى الله سبحانه وتعالى، الساحر إذا بلغ بسحره الضرر وتشتيت الأسر وتشريد الأطفال عاقبه الحاكم العقوبة الرادعة

الكلمات الرئيسية